في عام 2013 تم نشر دراسة في بريطانيا عن الصحة الذهنية و النفسية للأعمال اليدوية مثل الخياطة و التطريز ، و جدوا أن 74% من المشاركين شعروا أكثر بالإسترخاء و قل عندهم التشتت و مشاعر اضطراب الأكل بعد ممارستهم لأعمال الحياكة .
و صرح الطبيب هربرت بينسون الرائد في طب العقل و الجسم من جامعة هارفارد أن الحركات المتكررة على وتيرة واحدة تأدي لهذه الحالة من الهدوء النفسي و و ترفع التركيز و نتائجها تحاكي النتائج التي تحققها جلسات التأمل و اليوغا .
و أفادت الدراسة أيضاً أن هذه الحالة من الاسترخاء تخفض معدل ضربات القلب و ضغط الدم و تقلل مستويات الكورتيزول المسؤول عن التوتر و الذي يسبب ارتفاعه مشاكل صحية .
و ليس هذا فقط !
وجدوا أيضا أنها تعزز من اليقظة الذهنية بسبب تدريب الدماغ على التركيز المطول و الإنتباه للتفاصيل في الخيوط و الأنسجة بسبب طبيعتها اللمسية أيضا ، حيث أن أنشطة التركيز و الإنتباه تزيد نسبة نجاحها كطرق فعالة في حال كان الشخص يفعل الكثير من حواسه و منها حاسة اللمس .
و العلاج بالفن مُستخدم من عصور قديمة و تتعدد أساليبه منها الرسم و التلوين و النحت و الغناء و الرقص و الكتابة و غيرها ، ما يزيد نتائج الحياكة و التطريز هي أن في كل مره يرتدي الخياطون و المطرزون ملابسهم التي صنعوها بأنفسهم زادت لديهم مشاعر الثقة بالنفس مما يعزز صحتهم النفسية ، و ممكن للفن أن يكون قوة دافعة للتغيير الشخصي و النمو و اكتشاف الذات ، و لا ننسى أن معظم الأعمال الفنية القيمة في العالم كانت لأشخاص أنتجوا أعمالهم بعد مرورهم بأحداث أو مواقف أو ظرف صعب و كان هو وسيلة للتنفيس و الراحة ، و لا يتطلب أن يكون لدى الشخص أي مهارات فنية أو يدوية مسبقة ، فقط الإستمرارية على الممارسة قد تصنع عجائب فنية !
و في الختام يمكن القول أن الحياكة و التطريز ليست فقط أنشطة يدوية تهدف للإنتاج التجاري أو الفني فقط ، بل هي أدوات قوية لتعزيز الصحة النفسية و الذهنية ، و مع تزايد الاهتمام بهذه الأنشطة في الأوساط العلمية و الطبية ، يبدو أن هناك مستقبل واعد لإستخدامها كجزء من برامج العلاج الشاملة .